تعتمد العديد من الزوجات بشكل كبير على أزواجهن في تدبير شؤون حياتهن اليومية، حيث تظن بعضهن أن الرجل هو المسؤول عن كافة الأمور، فهو الذي يتولى رعاية زوجته وتوفير احتياجاتها، وهو من يتخذ القرارات بالنيابة عنها. كثير من الزوجات يضعن كامل ثقتهن في آرائه وحكمته، مما يجعلهن يعتمدن عليه في تفاصيل حياتهن اليومية، ويقللن من دورهن الشخصي. وفي كثير من الأحيان، تشعر الزوجة بأنها غير قادرة على اتخاذ القرارات بنفسها، وتصبح في حالة من الاعتماد التام على الزوج، مما يؤدي إلى تهميش دورها والتقليل من حقوقها. وهذا التحول يجعل الزوج يتحول من شريك حياة إلى المسؤول الوحيد عن كل شيء، حيث يصبح من يفرض الأوامر وتنفذ دون اعتراض.
لكن الحياة الزوجية هي علاقة متبادلة، يجب أن يشارك الطرفان في اتخاذ القرارات والتعاون في إدارة شؤون الحياة. الاعتماد الكامل على الزوج في كل شيء ليس أمرًا صحيًا. فكل طرف يجب أن يتحمل جزءًا من المسؤولية ويتخذ قراراته بشكل مشترك. حينما تترك الزوجة الأمور كلها بيد الزوج، فإنها تساهم في تعزيز شعوره بالغرور والتمييز، ويصبح أكثر ميلًا إلى فرض آرائه باعتبارها الأصح. مع مرور الوقت، يمكن أن يتحول هذا الوضع إلى شكل من التحكم المطلق، حيث تصبح قرارات الزوج لا تقبل النقاش أو الرفض.
على الجانب الآخر، قد يؤدي هذا الاعتماد الزائد على الزوج إلى تحميله مسؤوليات ثقيلة، مما يجعله يشعر بضغط متزايد وقد يصل به الأمر إلى الانفجار. في بعض الحالات، قد يسعى الزوج للبحث عن مخرج أو شريك آخر لتخفيف الضغوط الملقاة عليه، وهو ما قد يحدث دون أن تلاحظ الزوجة، مما يزيد من المشاكل بينهما ويهدد استقرار العلاقة الزوجية.
الزوجة الاتكالية هي التي تعتمد تمامًا على زوجها في كل قرار صغير أو كبير، ولا تمنح نفسها الفرصة للتفكير أو اتخاذ قرارات مستقلة. عندما تُسأل عن أي أمر، تحيله دائمًا إلى زوجها. كما أنها تترك جميع طلباتها واحتياجاتها على عاتق زوجها، حتى في الأمور التي يمكنها تدبيرها بنفسها. وهذا يعود إلى افتقارها للثقة في نفسها وحاجتها المستمرة لطمأنته.
الزوجة الاتكالية قد تكون مستعدة لتحمل الأذى أو الظلم خوفًا من فقدان دعم زوجها. كما يمكن أن تقع فريسة لاستغلاله في حال اعتمدت عليه في أمورها المالية أو غيرها. ورغم أن البعض قد يظن أن الاتكالية أمر بسيط ومريح، إلا أن تبعاتها تكون أكثر تعقيدًا وقد تؤدي إلى تعميق شعور الزوج بالقوة والسيطرة، مما يساهم تدريجيًا في تقوية استبداده مع مرور الوقت.
- الزوجة الاتكالية تعتمد على شريكها بشكل كامل في كل القرارات وتحتاج إلى موافقته في كل مرحلة، وفي كل خطوة، وكل موقف، وكل دقيقة تقريباً.
- الزوجة الاتكالية لا تعطي لنفسها فرصة التفكير في أي شئ، فعندما تُسأل عن أمر ما تحيله لزوجها.
- الزوجة الاتكالية تلقي على كاهل زوجها كل الطلبات والاحتياجات، فعندما تحتاج لأمر ما مهما كان تافهاً أوبسيطاً وحتى لو كان بإمكانها تدبره بنفسها فهي ترفض ذلك وتفضل أن تطلبه من زوجها.
- الزوجة الاتكالية تفتقر إلى الشعور بالثقة بنفسها ودائماً ما تكون بحاجة إلى طمأنة زوجها.
- الزوجة الاتكالية من الممكن قد تكون على استعداد لتحمل الأذى خشية أن تفقد دعم زوجها.
- الزوجة الاتكالية يمكن أن تفسح المجال للزوج لاستغلالها إذا اعتمدت عليه في أمورها المادية أو غيرها.
كما ذكرنا من قبل فبعض الزوجات يعتقدن أن الاتكالية أمر بسيط ومريح، فهي لا تتعب نفسها بأي طريقة ولكن الحقيقة أن هذا الأمر ليس بسيطاً ولا مريحاً أبداً وإنما تبعاته أكثر عمقاً وقوة وقد تخرج عن السيطرة، فهي تضع اللبنة الأولى لتسلط الزوج والذي يبدأ بشكل خفي وتزداد سوءاً بمرور الوقت حتى يتحول لديكتاتور.