يواجه العديد من الأزواج في ظل صعوبات الحياة المادية وضغوطاتها المتزايدة، مشاعر الإحباط والقلق التي قد تؤثر على سلوكهم تجاه شريكتهم. في بعض الحالات، قد يتحول هذا التوتر إلى إساءة معاملة زوجية سواء لفظية أو جسدية. العنف الأسري يُعرَف بأنه نمط من السلوك المسيء يُستخدم للحصول على السيطرة على الشريك، ويمكن أن يتخذ أشكالاً متنوعة مثل العنف الجسدي، اللفظي، النفسي، أو الاقتصادي.
الإساءة اللفظية قد تشمل السخرية من الزوجة أمام الآخرين أو التقليل من إنجازاتها، بينما قد يعمد الزوج إلى إهانتها أو التحكم في قراراتها. وفي الحالات الأكثر تطوراً، قد يصل العنف إلى التهديدات الجسدية أو التقليل من قدراتها الشخصية، مثل منعه لها من رؤية الأصدقاء أو العائلة أو ممارسة هواياتها. كما أن بعض الأزواج قد يستخدمون التهديد أو الترهيب لإجبار زوجاتهم على الانصياع لأوامرهم.
من جانب آخر، يُنصح للزوجة التي تتعرض للإساءة أن تحدد حدودها بوضوح. عندما تواجه سلوكاً مسيئاً، يجب عليها التحدث بصراحة مع زوجها عن مشاعرها وعما تسببه الإساءة لها من ألم وعدم أمان. كما يجب أن تحدد متى تقبل التسامح والمسامحة، ومتى يجب أن ترفض هذا السلوك حفاظاً على كرامتها وصحتها النفسية.

إذا كان الزوج يعاني من ضغوط الحياة التي تؤثر على سلوكه، يجب أن تتعامل الزوجة بحذر وتبحث عن حلول لتخفيف هذه الضغوط بدلاً من الاستمرار في قبول الإساءة. من المهم أن تكون الزوجة صادقة في نقاشاتها مع زوجها وتوضح له أن العلاقة يجب أن تقوم على الاحترام المتبادل، وأن حياتهما المشتركة تتطلب التعاون والتفاهم لتجاوز الأوقات الصعبة.
كيف تتعاملين مع زوجك المسيء؟
بدايةً وقبل أي شيء لا بُدَّ أن تحددي إلى أي مدى يمكن أن تقبلي إساءة معاملة الزوج ومتى ترفضينها، وبالطبع نحن ضد كل أنواع الإساءة، ولكن في بعض الأحيان قد يكون الزوج واقعاً تحت تأثير العديد من ضغوط الحياة فيفقد أعصابه ويعلو صوته مثلاً أو يحدثك بطريقة لا تقبلينها، وفي هذا الوقت أنت تحتاجين للهدوء ومعرفة كيف تتعاملين معه، وهل الأمر توقف عند شجار عادي أو تجاوز الحد. وفق هذا السياق يمكنك:
- لا تحملي نفسك اللوم وتنساقي له وتعتقدي أنك السبب في خلل ميزان الحياة، هوني على نفسك.
- ضعي حدودك الخاصة وانتبهي لها، وحدديها بوضوح، وأبلغيه أنك لا تقبلين هذا النوع من المعاملة.
- انتظري ردة فعله، فهل سيتوقف وينتبه لما يؤذيك ولا يكرره؟ أم أنه لن يستمع ويكرر تصرفاته المسيئة؟
- تحدثي معه بصراحة عن مشاعرك وانعدام شعورك بالأمان معه في ظل علاقة يشوبها العنف والإساءة.
- كوني صادقة، واسأليه عما إذا كانت هناك أشياء معينة تدور في ذهنه وتثير موجات غضبه وعنفه، ولكن افعلي ذلك بحساسية قدر الإمكان.
- تناقشي مع شريكك من هم الأقارب، أو المعارف الذين يقلق من التعامل معهم أو لا يحبهم، وأخبريه رأيك وتفهمي سبب ضيقه وأخبريه عن ضيقك من طريقته بالكلام أو التصرف معه بالمستقبل أمام الآخرين.
- أخبريه أنك لا تقبلين العنف في التعامل ولا السخرية منك، وأن الحياة بينكما مشتركة، وأنكما شخص واحد نجاحه ينسب للعائلة، والمصاعب التي يواجهها يمكنكما معاً بمزيد من الصبر مواجهتها وتخطيها، ولكن بالمزيد من الهدوء والصبر وطول البال.